أقترح هذا الموضوع الإحصائي قصد الإحاطة بعمل مجالس نقابات المحامين و أتناول بالدرس مجلس النقابة بالدار البيضاء نموذجا متمنيا من الزملاء الأفاضل الإدلاء بآرائهم ونماذج على صعيد نقاباتهم .
نقابة الدار البيضاء تعتبر أكبر نقابة في المغرب من حيث عدد المحامين لمسجلين بها الذي يتجاوز 2400محام بين رسمي و متمرن وتضم الدارالبيضاء الكبرى المحمدية وكانت نقابة مستقلة ضمت إليها سنة 1993ابن سليمان .أكثر نقابات المغرب مداخيلا (اشتراكات المحامين ،مداخيل الدمغة المفروضة وجوبا على جميع المقالات و المذكرات ،واجبات التسجيل ، مداخيل مختلفة :طلبات تحديد الأتعاب ، أذونات التقاضي ضد الزملاء ،كراء النادي .....
إن القيام بدراسة إحصائية حول هذه النقابة و مجلسها طوال فترة 13 سنة يستوجب علينا البداية بفترة النقيب الأستاذ إبراهيم السملالي :
1992_1993:
عرفت هذه الفترة عدة وقائع و أحداث و تطورات لا تزال حاضرة و مأثرة إلى اليوم :
1-هزيمة الأستاذ عبد الله درميش و نشوء تياره:
كانت الهزيمة المدوية للأستاذ عبد الله درميش في انتخابات منصب النقيب أمام الأستاذ إبراهيم السملالي أول انتكاسة و أول تحد يواجه هذا التيار الجديد ، أو ماكان يسمى آنذاك تيار الشباب الذي حاول الخروج من جلباب البارونات الكبار :( المرحوم النقيب الأستاذ المعطي بوعبيد،النقيب محمد الناصري، النقيب عبد العزيز بن زاكور، النقيب محمد الودغيري .)هؤلاء الذين كانوا يتحكمون في نقابة الدار البيضاء مباشرة أو بصفة غير مباشرة(بواسطة النقيب السملالي فيما بعد)فكان نشوء تيار الأستاذ عبد الله دلرميش .
2 تطور الصراع بين أطراف النقابة :
لاشك أن الصراع بين أطراف نقابة الدارالبيضاء كان مقتصرا بين (العروبية:تيار البدو بزعامة بوعبيد،الناصري ) ( تيار أهل فاس :المتحضرين المنحدرين من العائلات الفاسية العريقة :بزعامة النقيب بنجلون,الودغيري بنزاكور رغم تحدره من مراكش و ليس فاس)
و انضاف إلى الصراع تيار ثالث (تيار الشلوح :البربر أو اأمازيغ بزعامة الأستاذ درميش )ليصبح الصراع ثلاثيا و مجسدا لقبلية المجتمع المغربي.
3 استضافة مؤتمر المحامين العرب و بناء نادي المحامين :
كانت سنة 1992 بداية نهاية فترة النقيب السملالي فبعد ان تأكد ان تغيير قانون المحاماة لسنة 1979 آت لا محالة و أن الإنتخابات منصب النقيب سوف تجرى بعد التصويت على القانون الجديد قام النقيب السملالي بضربة ذكية ضمنت له صيتا عربيا باستضافته لمؤتمر اتحاد المحامين العرب مما شكل بداي ة مسار أهله لأ ن ي صبح أمينا عاما مساعدا بعد سنوات لإتحاد امحامين العرب.
إلا ان بناء نادي امحامين (بوسكورة)كان بداية فعلية للمشاكل المالية لهيئة الدارالبيضاء و مزيدا من تعميق الهوة بين تيارات المحامين و الإضرار بمالية النقابة و الدخول في دوامة من مشاكل التسيير و بداية نهج سياسة إثقال كاهل المحامين مزيد من المصاريف .
في الجزء الثاني سوف أتطرق ل :
قانون سبتمبر 1993 و بداية مرحلة النقيب عبد الله درميش (يتبع)